عرض مشاركة واحدة
  1  
فريق الزين
ديوان الشاعر احمد مطر , ديوان الشاعر احمد مطر الكتابي , الشاعر العراقي احمد مطرديوان الشاعر احمد مطر , ديوان الشاعر احمد مطر الكتابي , الشاعر العراقي احمد مطرديوان الشاعر احمد مطر , ديوان الشاعر احمد مطر الكتابي , الشاعر العراقي احمد مطر

هذه المجموعة الشعرية
ل تمثل ديوان حقيقي للشاعر أحمد مطر وإنما هي محاولة
لجمع شتات قصائد هذا الشاعر المُبدع في ديوان واحد
ليسهل الطلع عليها ولحفظها لعشاق أشعار أحمد مطر ول
أقول أنني استطعت أن أضع في هذا الديوان جميع القصائد
التي صدرت عن الشاعر ولكنني قد جمعت أكبر قدرٍ منها
وهو ما يعادل 95 % تقريبا من عشرة دواوين أصدرها
الشاعر أحمد مطر
2
بذة عن الشاعر ن
* ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من ا
لبنين والبنات، في قرية ) ا لتنو مه (، إحدى نواحي )شط العرب( في
البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة
الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الصمعي.
وكان لتنو نه تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة
وطيبة، مطرّزة بالنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، و ا
شجار النخيل التي ل تكتفي بالحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها
الخضر واليابس ظللً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الولى عن
نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين
السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار،
حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ول على ارتداء ثياب العرس في المأتم،
فدخل المعترك السياسي من خلل مشاركته في الحتفالت العامة بإلقاء
قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى
أكثر من مائه بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول
موقف المواطن من سُلطة ل تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن
يمر بسلم، المر الذي إ ضطر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه و
مرا بع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة )القبس( محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف
العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من
أجل ألّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها
سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت )القبس( الثغرة التي أخرج منها
رأسه، وباركت انطلقته الشعرية أل نتحا ريه، وسجّلت لفتاته دون خوف،
وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب )القبس( عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى، ليجد كلّ منهما في
الخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلهما يعرف، غيباً، أن الخر يكره ما
يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة،
دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية
والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الشياء بعين مجردة صافية، بعيدة
عن مزا لق ال يد يو لوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلفتته في الصفحة الولى، وكان ناجي
العلى يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته
الحادة، ولفتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً
3
مثلما أثارتها ريشة ناجي العلى، المر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما
معاً من الكويت، حيث ترافق أل ثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ
أحمد مطر صاحبه ناجي العلى، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي
مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986 ، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي العوام الطويلة، بعيداً
عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع
الحنين والمرض، مُرسّخا حروف وصيته في كل لفتة يرفعها.
شعر الرقباء
فكرت بأن أكتب شعراً
ل يهدر وقت الرقباء
ل يتعب قلب الخلفاء
ل تخشى من أن تنشره
كل وكالت النباء
ويكون بل أدنى خوف
في حوزة كل القراء
4
هيأت لذلك أقلمي
ووضعت الوراق أمامي
وحشدت جميع الراء
ثم.. بكل رباطة جأش
أودعت الصفحة إمضائي
وتركت الصفحة بيضاء!
راجعت النص بإمعان
فبدت لي عدة أخطاء
قمت بحك بياض الصفحة..
واستغنيت عن المضاء!
ولة الرض
هو من يبتدئ الخلق
وهم من يخلقون الخاتمات!
هو يعفو عن خطايانا
وهم ل يغفرون الحسنات!
هو يعطينا الحياة
دون إذلل
وهم، إن فاتنا القتل،
5
يمنون علينا بالوفاة!
شرط أن يكتب عزرائيل
إقراراً بقبض الروح
بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!
**
هم يجيئون بتفويض إلهي
وإن نحن ذهبنا لنصلي
للذي فوضهم
فاضت علينا الطلقات
واستفاضت قوة المن
بتفتيش الرئات
عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت
و بر فع ا لبصما ت
عن أمانينا
وطارت عشرات الطائرات
لعتقال الصلوات!
**
ربنا قال
بأن الرض ميراث ا لتقا ة
فاتقينا وعملنا الصالحات
والذين انغمسوا في الموبقات
سرقوا ميراثنا منا
ولم يبقوا منه
سوى المعتقلت!
**
طفح الليل..
6
وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟
حين يأتي فجرنا عما قريب
يا طغاة
يتمنى خيركم
لو أنه كان حصاة
أو غبارا في الفلة
أو بقايا بعرة في أست شاة.
هيئوا كشف أمانيكم من الن
فإن الفجر آت.
أظننتم، ساعة السطو على الميراث،
أن الحق مات؟!لم!!
ورثة إبليس
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا : " قم يا صلح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
7
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
أعوام الخصام
طول أعوام الخصام
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
أو فقد الطعام.
لم يكن يضطرب المن من الخوف،
ول يمشي إلى الخلف المام.
كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام
هاهنا جيش عدو جاهز للقتحام.
وهنا جيش نظام جاهز للنتقام.
من هنا نسمع إطلق رصاص..
من هنا نسمع إطلق كلم.
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
وننام.
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
8
بزلزال الوئام!
فاستنرنا بالظلم.
واغتسلنا با لسُخا م.
واحتمينا بالحِمام!
وغدونا بعد أن كنا شهودا،
موضعاً لل تها م.
وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً
لكي يذبحنا جيش النظام!
أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..
لنحيا في سلم!
الجثة
في مقلب المامة ،
رأيت جثة لها ملمح العراب ،
تجمعت من حولها النسور والذباب ،
وفوقها علمة ،
تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة
دمعة على جثمان
الحرية
أنا ل أ كتب الشعار فالشعار تكتبني ،
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،
ول ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،
أأكتب أنني حي على كفني ؟
9
أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟
لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلد العرب تخريبا ،
وإرهابا
وطعنا في القوانين اللهية ،
ولكن اسمها وال ... ،
لكن اسمها في الصل حرية
السلطان الرجيم
شيطان شعري زارني فجن إذ رآني
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان
وأعلن الطلق بين لهجتي ولهجتي ،
وأنصح الكتمان بالكتمان ،
قلت له : " كفاك يا شيطاني ،
فإن ما لقيته كفاني ،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الوزان
فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة اليمان
وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،
خط على قريحتي : ،
" أعوذ بال من السلطان "
10
الثور والحظيرة
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال : قضاء وقدر ،
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه، وقسموا شعيره ،
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة ،
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
11
هذه قصيدة جديدة قيلت في ياسر عرفات
هوّن عليك
ل عليك
لم يَضْع شيءٌ ..
وأصلً لم يَكُن شيءٌ لديكْ
ما الذي ضاعَ ؟
بساطٌ أحمرٌ
أمْ مَخفرٌ
أمْ مَيْسِر .. ؟
هَوّنْ عليك ..
عندنا منها كثيرٌ
وسَنُزجي كُلّ ما فاضَ إليك .
**********
12
دَوْلةٌ ..
أم رُتْبَةٌ ..
أم هَيْبَةٌ ..؟
هون عليك
سَوفَ تُعطى دولةً
أرحَبَ مما ضُيّعَتْ
فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك
وسَتُدعى مارشالً
و تُغَطى بالنياشين
من الدولة حتى أذنيك ..
********
الذين استُشهدوا
أم قُيْدوا
أم شُرّدوا ؟
هون عليك
كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك
بل لك العرفانُ ممن قُيدّوا .. حيثُ استراحوا ..
ولك الحمدُ فمَن قد شُرّدوا .. في الرض ساحوا
13
ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ
دَخَلوها بِيَدَيكْ
*****************
أيّ شيءٍ لم يَضعِ
ما دامَ للتقبيل في الدنيا وجودٌ
وعلى الرض خدود
تتمنى نظرة من ناظريك
فإذا نحنُ فقدنا ( القِبْلَةَ الولى )
فإن ( القُبْلَةَ الولى ) لديك
وإذا هم سلبونا الرض والعرض
فيكفي
أنهم لم يقدروا .. أن يسلبونا شفتيك
بارك ال وأبقى للمعالي شفتيك !!!!
سوق الغنم
كل هذا يا حبيبي كان في سوق الغنم؟؟؟؟؟!!!!!
14
واهم ا نتَ ول تعرف ما تعني القمم!!!
ما رأيت الجمع غاضب؟؟؟!!!
والعيون الحم ..........ل ل ليس)شارب(
و ا لتنا هيت ا لغوا ضب...........ليس)هارب)
صوتوا للبيع هل من من يزود؟؟؟
ثم قالوا لليهود..
ربح البيع فهيا بالنقود....
كل هذا كان في سوق الغنم
كلب الوالي
كلب والينا المعظم
عظني اليوم ومات
فدعاني حارس المن لعدم
عندما اثبت تقرير الوفاة
ا ن كلب السيد الوالي تسمم
إني المشنوق
أعله
15
ما قبل البداية
كُنتُ في ) الرّحْمِ ) حزيناً
دونَ أنْ أعرِفَ للحزانِ أدنى سَبَبِ !
لم أكُنْ أعرِفُ جنسيّة أُمّي
لمْ أكُنْ أعرِفُ ما دينُ أبي
لمْ أكُنْ أعرِفُ أنّي عَرَبي !
آهِ .. لو كُنتُ على عِلْمٍ بأمري
كُنتُ قَطّعتُ بِنفسي ) حَبْلَ سِرّي (
كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّي غَضَبي
خَوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تَحْبَل مِن بَعْدي بِغَيْري
ثُمّ يغدو - دونَ ذنبٍ –
عَرَبيّا .. في بِلدِ العَرَبِ !
الختان
ألبَسوني بُرْدَةً شَفّافةً
يَومَ الخِتانْ .
ثُمّ كانْ
بَدْءُ تاريخِ الهَوانْ !
شَفّت البُردةُ عَنْ سِرّي،
وفي بِضْعِ ثَوانْ
ذَبَحوا سِرّي
وسالَ الدّم في حِجْري
فَقامَ الصّوتُ مِن كُلّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
16
.. وعُقبى لِلّسانْ !
ملحوظة
ترَكَ اللّصّ لنا ملحوظَةً
فَوقَ الحَصيرْ
جاءَ فيها :
لَعَنَ الّ المير
لمْ يَدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَهُ
.. إلّ الشّخيرْ !
مشاتمة
قال الصبي للحمار: ) يا غبي (.
قال الحمار للصبي:
) يا عربي ( !
كابوس
الكابوس أمامي قائم.
قمْ من نومكَ
لست بنائم.
ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !
17
بدائل
فَتَحتْ شُبّاكها جارتُنا .
فَتَحَتْ قلبي أنا .
لمْحَةٌ ..
واندَلَعَتْ نافورةُ الشّمس
وغاصَ الغَدُ في المسِ
وقامَتْ ضجّة صامِتةٌ ما بينَنا !
لمْ نقُلْ شيئاً ..
وقُلنا كُلّ شيءٍ عِندَنا !
يا أباها ا لمؤ مِنا
سالتِ النّار من الشُبّاكِ
فافتَحْ جَنّة البابِ لَنا .
يا أباها إنّنا ..
لَستُمْ على مذهبِنا .
لكنّنا ...
لستُمْ ذوي جاهٍ ول أهلَ غِنى .
لكِنّنا ...
لستُمْ تَليْقونَ بِنا .
لكنّنا ..
شَرّفْتَنا !
أُغلِقَ البابُ ..
وظلّتْ فتْحَةُ الشّباكِ جُرحاً فاغِراً
ينزِفُ أشلءَ مُنى
18
وخيالتِ انتِحارٍ
ومواعيدَ زِنى !
صاحبة الجهالة
مَرّة، فَكّرت في نشْرِ مَقالْ
عَن مآسي ال حتِل لْ
عَنْ دِفاعِ الحَجَرِ العزَلِ
عَن مدفَعِ أربابٍ النّضالْ !
وَعَنِ الطّفْلِ الّذي يُحرَقُ في الثّورة
كي يَغْرقَ في الثّروة أشباهُ الرّجالْ !
**
قَلّب المَسئولُ أوراقي، وَقالْ :
إ جتَنِبْ أيّ عِباراتٍ تُثيرُ ا ل نفِعا ل
مَثَلً :
19
خَفّفْ ) مآسي (
لِمَ ل تَكتُبَ ( ماسي ) ؟
أو ( مُواسي )
أو ( أماسي )
شَكْلُها الحاضِرُ إحراجٌ لصحابِ الكراسي !
إ احذ فِ ( العْزَلَ ) ..
فالعْزلُ تحريضٌ على عَْزلِ السّلطين
وَتَعريضٌ بخَطّ ال نعِزا لْ !
إحذ فِ ( المدْ فَعَ ) ..
كي تَدْفَعَ عنكَ ال عتِقا لْ .
نحْنُ في مرحَلَةِ السّلم
وَقدْ حُرّمَ في السّلمِ القِتالْ
إ حذ فِ ( الربابَ )
ل ربّ سِوى الِ العَظيمِ المُتَعالْ !
إحذ فِ ( الطّفْلَ ) ..
فل يَحسُنُ خَلْطُ الجِدّ في لُعْبِ العِيالْ
إحذ فِ ( الثّورةَ )
فالوطانُ في أفضَلِ حالْ !
إحذِ فِ ( الثّرْوَةَ ) و ( الشباهَ )
ما كُلّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقالْ !
قُلتُ : إنّي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ ل يُجاريكُمْ سِوى إبليس
في هذا المجالْ .
قالّ لي : كانَ هُنا ..
لكنّه لم يَتَأقلَمْ
20
فاستَقَالْ !
المنشق
أكثَرُ الشياءِِ في بَلدَتِنا
الحزابُ
والفَقْرُ
وحالتُ الطّلق .
عِندَنا عشرَةُ أحزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُلّ زُقاقِ !
كُلّها يسعى إلى نبْذِ الشّقاقِ !
كُلّها يَنشَقّ في السّاعة شَقّين
ويَنشَقّ على الشّقّين شَقّانِ
وَيَنشقّان عن شَقّيهما ..
من أجلِ تحقيقِ الوِفاقِ !
جَمَراتٌ تَتهاوى شَرَراً
والبَرْدُ باقِ
ثُمّ ل يبقى لها
21
إلّ رمادُ ا ل حتِر ا قِ !
**
لَمْ يَعُدْ عندي رَفيقٌ
رَغْمَ أنّ البلدَةَ اكتَظّتْ
بآلفِ الرّفاق !
ولِذا شَكّلت من نَفسيَ حِزباً
ثُمّ إنّي
- مِثلَ كلّ النّاس –
أعلَنتُ عن الحِزْبِ انشِقاقي !
الغر يب
كُلّ ما في بَلْدَتي
يَملُ قلبي بالكَمَدْ .
بَلْدَتي غُربةُ روحٍ وَجَسَدْ
غُربَةٌ مِن غَيرِ حَدْ
غُربَةٌ فيها المليينُ
وما فيها أحَدْ .
غُربَةٌ مَوْصولَةٌ
تبدأُ في المَهْدِ
ول عَوْدَةَ منها .. للبَدْ !
**
شِئتُ أنْ أغتالَ مَوتي
فَتَسلّحت بِصوتي :
22
أيّها الشّعرُ لَقَدْ طالَ الَمَدْ
أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيّها الشّعرُ،
فكُنْ أنتَ البَلَدْ .
نَجّني من بَلْدَةٍ ل صوتَ يغشاها
سِوى صوتِ السّكوتْ !
أهلُها موتى يَخافونَ المَنايا
والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ
ماتَ حتّى الموتُ
.. والحاكِمُ فيها ل يموتْ !
ذُرّ صوتي، أيّها الشّعر، بُر و قاً
في مفا زاتِ الرّمدْ .
صُبّهُ رَعْداً على الصّمت
وناراً في شرايينِ البَرَدْ .
ألْقِهِ أفعى
إلى أفئِدَةِ الحُكّام تسعى
وافلِقِ البَحْرَ
وأطبِقْهُ على نَحْرِ الساطيلِ
وأعناقِ المَساطيلِ
وطَهّرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزّبَدْ .
إنّ فِرعَونَ طغى، يا أيّها الشّعر،
فأيقِظْ مَنْ رَقَدْ .
قُل هوَ الّ أحَدْ.
قُل هوَ الّ أحَدْ.
قُل هوَ الّ أحَدْ.
**
قالَها الشّعرُ
23
وَمَدّ الصّوت، والصّوت نَفَدْ
وأتى مِنْ بَعْدِ بَعدْ
واهِنَ الرّوح مُحاطاً بالرّصدْ
فَوقَ أشداقِ دراويشٍ
يَمُدّون صدى صوتي على نحْريَ
حبلً مِن مَسَدْ
وَيَصيْحونَ " مَدَدْ " !
هات العدل
إ د عُ إلى دينِكَ بالحُسنى
وَدَعِ الباقي للديّان .
أمّا الحُكْمُ .. فأمرٌ ثانْ .
أمرٌ بالعَدْلِ تُعادِلُهُ
ل بالعِمّة والقُفطانْ
توقِنُ أم ل توقِنُ .. ل يَعنيني
مَن يُدريني
أنّ لِسانَكَ يلهَجُ باسمِ الِ
وقلبَكَ يرقُصُ للشيطانْ !
أوْجِزْ لي مضمونَ العَدلِ
24
ول تَفلِقْني بالعُنوانْ .
لنْ تَقوى عِندي بالتّقوى
ويَقينُكَ عندي بُهتانْ
إن لم يَعتَدِلِ الميزانْ .
شَعْرةُ ظُلمٍ تَنسِفُ وَزنَكَ
لو أنّ صلتَكَ أطنانْ !
اليمانُ الظالمُ كُفرٌ
والكُفرُ العادِلُ إيمانْ !
هذا ما كَتَبَ الرحمانْ .
) قالَ فُلنٌ عنْ عُل ن
عن فُلتا نٌ عن عُلتانْ (
أقوالٌ فيها قولنْ .
ل تَعدِلُ ميزانَ العدْلِ
ول تَمنحني ال طمئنانْ
د عْ أقوالَ المسِ وقُل لي ..
ماذا تفعلُ أنتَ النْ ؟
هل تفتحُ للدينِ الدّنيا ..
أم تَحبِسُهُ في دُكّانْ ؟!
هلْ تُعطينا بعضَ الجنّةِ
25
أم تحجُزُها للخوانْ ؟!
قُلْ لي النْ .
فعلى مُختَلفِ الزمانْ
والطُغيانْ
يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للوثانْ !
هذا يَذبحُ بالتّوراةِ
وذلكَ يَذبحُ بالنجيلِ
وهذا يذبحُ بالقرآنْ !
ل ذنْبَ لكلّ الديانْ .
الذنبُ بِطبْعِ النسانِ
وإنّكَ يا هذا إنسانْ .
كُنْ ما شِئتَ ..
رئيساً،
مَلِكاً،
خاناً،
شيخاً،
د هْقاناً،
كُنْ أيّا كانْ
26
من جِنسِ النسِ أو الجَانْ
ل أسألُ عنْ شَكلِ السّلطةِ
أسألُ عنْ عَدْلِ السّلطانْ .
هاتِ العَدْلَ ..
وكُنْ طَر زَانْ
عباس
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الخماس بأسداس ،
)بقيت ضفة(
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
27
)أصبح ضيفه(
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس اليقظ الحساس منتبه لم يسمع شيئا ،
)زوجته تغتاب الناس(
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"
) لوقت الشدة(
إذا ، اصقل سيفك يا عباس
28
عبد ا لذ ا ت
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ،
وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ،
لنلقى في غد نصرا ،
و يممنا إلى المسرى ،
وكدنا نبلغ المسرى ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائل: "صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر قتلنا ،
وقلنا إنه أدرى ،
وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا ا لجسرا ،
فقمنا نطلب ا لثأ را ،
ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائل: " صبرا" ،
فألقينا بباب الصبر آلفا من القتلى ،
وآلفا من الجرحى ،
وآلفا من السرى ،
وهد الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا ،
فأنجب صبرنا صبرا ،
وعبد ا لذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا ،
ولم يضمن لقتلنا بها قبرا ،
ولم يلق ا لعدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ،
فسبحان الذي أسرى بعبد ا لذات من صبرا إلى مصرا ،
وما أسرى به للضفة الخرى
29
بلد العرب
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ،
نبذه عن وطن مغترب ،
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،
قرب جثمان النبي ،
مات مشنوقا عليها بحبال الكذب ،
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ،
لم تزل لصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ،
عاش حزب ا ل...، يسقط ا لخا...، عا ئد و...، والموت للمغتصب ،
وعلى الهامش سطر ،
أثر ليس له اسم ،
إنما كان اسمه يوما بلد العرب
30
سلطين
بلدي
العادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلدي ،
وسلطين بلدي
يتسلون بتضييع المليين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع اليادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا ل جتها د ،
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد
ثارات
قطفوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم.. قال غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلد من صمت القبور
31
تبرد الشمس ول تبرد ثارات الزهور
عمل ء
المليين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والمليين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام ،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،
وبتوفير الطعام ؛
عرضنا يهتك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يبسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلم ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الرض أبناء السماء ،
عملء ،
ل بهم زلزلة الرض ول في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الرض، أفادونا بتوسيع الكلم ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلم ،
آه لو يجدي الكلم ،
آه لو يجدي الكلم ،
هذه المة ماتت والسلم
32
الحلم
وقفت مابين يدي مفسر الحلم ،
قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ول يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر
بين يدي القدس
33
يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ،
وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ،
كل الذي أملكه لسان ،
والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة ، والموت بالمجان ،
سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،
أقول نصف كلمة ، ولعنة ال على وسوسة الشيطان ،
جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين ،
تفقسان بعد جولتين عن ثمان ،
وبالرفاء و ا لبنين تكثر اللجان ،
ويسحق الصبر على أعصابه ،
ويرتدي قميصه عثمان ،
سيدتي ، حي على اللجان ،
حي على اللجان !
المرهم العجيب
بلدُ العُرْبِ مُعجزةٌ إلهيّهْ نَعَمْ واللّه .. مُعجزةٌ إلهيّهْ .
فَهل شيءٌ سوى العجازِ يَجعَلُ مَيْتَةً حَيّهْ ؟!
34
وهل مِن غَيرهِ تَبدو بِجَوْفِ الرضِ أ قنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِهِ يَنمو جَنينُ الفكر والبداعِ في أحشاءِ أُميّهْ
أجَلْ والّ .. مُعجِزَةٌ لَها في الرضِ أجهزَةٌ تُحَمّصُها وتخلِطُها بأحْرُفِنا
الهجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُل ميّةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَةٍ كلميّهْ وَتَصنعُ من عجينتِها
مَراهِمَ تجعلُ المراضَ صِحيّةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلدٌ ظَهْرَها منها فَكُلّ قضيّةٍ فيها بإذنَ الّ مَقضِيّهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا : عُطا س النّمْلِ .. أشعارٌ حَدا ثيّة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبا بيّهْ ! سِبابُ العَبْدِ للخَلّق .. تَنويرٌ
مُضاجَعَةٌ على الوراقِ .. حُر ية! جَلبيبٌ لِحَدّ الذّقْنِ
أذقانٌ لِحَدّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِنّ دَفْنُ الناسِ قَبْلَ الدّفْنِ
هذي كُلّها صارتْ بفَضْلِ الدّهْنِ
إيماناً وشَرعيّهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلّ ا لرسالتِ السّماويّهْ !
أجَلْ والّ .. مُعجزَةٌ فَحتّى المسِ
كانتْ عِفّةُ الوراقِ بالحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا القلمُ مَخصِيّهْ !
وَحتّى المسِ
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِرّا وَنَكتُمُ سِرّنا هذا .. بِسريّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيّةِ النيّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيّتِنا لِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ مَرّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِ ية نَعَمْ .. كُنّا وَلكِنّا
غَدَوْنا ،اليومَ ، نُرضِعُ كُلّ مَولودٍ ) مُعَلّقَةً ( وَنَفطِمُهُ ب ) ألفيّهْ ( !
بِفَضْلِ المَرْهَمِ السّحريّ
أمسَيْنا .. وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا .. وَقَد صارت ثقافية !!
35
أقزام طوال
أيّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن ..
ولكنّا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال!
ل تلوموا
" نصف شبر" عن صراط الصف مال
فعلى آثاره يلهث أقزام طوال
كلهم في ساعة الشدّة .. ) آباءُ ر غال!
ل تلوموه
فكل الصف أمسى خارج الصف
وكل العنتريات قصور من رمال.
ل تلوموه
36
فما كان فدائياً .. بإحراج الذاعات
وما باع الخيال .. في دكاكين النضال
هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلل
ومن الخير استقال
هو إبليس فل تندهشوا
لو أن إبليس تمادى في الضلل
نحن بالدهشة أولى من سوانا
فدمانا
صبغت راية فرعون
وموسى فلق البحر بأشلء العيال
ولدى فرعون قد حط الرحال
ثم ألقى الية الكبرى
يداً بيضاء.. من ذُلّ السؤالْ!
أفلح السحر
فها نحن بيافا نزرع "القات"
ومن صنعاء نجني البرتقال!
37
* * *
أيها الناس
لماذا نهدر النفاس في قيلٍ وقالْ؟
نحن في أوطاننا أسرى على أية حال
يستوي الكبش لدينا والغزال
فبلد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا ل تزال
تحت نير الحتلل
من حدود المسجد القصى .. إلى (البيت الحلل)!
* * *
ل تنادوا رجلً فالكل أشباه رجال
وحواةٌ أتقنوا الرقص على شتى الحبالْ.
و يمينيون .. أصحاب شمالْ
يتبارون بفنّ الحتيالْ
كلهم سوف يقولون له : بعداً
ولكن .. بعد أن يبرد فينا النفعال
سيقولون: تعال
38
وكفى ال "السلطين" القتال!
إنّني ل أعلم الغيب
ولكن .. صدّقوني :
ذلك الطربوش .. من ذاك العقال!
عربي انا
عربيّ أنا أ ر ثيني.. شقّي لي قبراًً .. و ا خفيني
ملّت من جبني .. أ و ر د تى... غصّت بالخوف شرا ييني
ما عدت كما أمسى أسداً.. بل فأر مكسور العينِ
أسلمت قيا د ى كخروفٍ... أفزعه نصل السكينِ
ورضيت بأن أبقى صفراً.. أو تحت الصفرِ بعشرينِ
39
ألعالم من حو لى حرّ.... من أقصى بيرو إلى الصينِ
شارون يدنس معتقد ى... ويمرّغ في الوحل جبيني
وأميركا تدعمه جهراً... وتمدّ النار ببنزينِ
وأرانا مثلُ نعاماتٍ ... دفنت أعينها في الطّين
وشهيدٌ يتلوهُ شهيدٌ ... من يافا لطراف جنينِ
وبيوتٌ تهدمُ في صلفٍ ... والصّمت المطبقُ يكو يني
يا عرب الخسّة د لونى... لزعيمٍ يأخذ بيميني
فيحرّر مسجدنا القصى.... ويعيد الفرحة لسنيني
ولي المر
والراقصة ..
والرهابي
في با حة قصر السلطان
راقصة كغصين ا لبان ...
40
يفتلها إ يقا ع الطبلة ...
( تكْ تكْ .. تكْ تكْ....)
والسلطان التّنبل
بين الحين وبين الحين
يراود جارية عن قبلة !!
ويراودها ...
(ليس الن ..!!)
ويراودها ... ( ليس ال... آن ..)
و ير ا .... ودها ...
فإذا انتصف الليل ... تراخت ...
وطواها بين الحضان !!
والحراس المنتشرون بكل مكان
سدوا ثغرات الحيطان
وأحاطوا جداً بالحفلة
كي ل يخدش ا رها بي
أمن الدولة !!..
حب الوطن
ما عندنا خبز ول وقود.
ما عندنا ماء.. ول سدود
ما عندنا لحم.. ول جلود
ما عندنا نقود
41
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن التي الذي
ليس له وجود!
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود لكي يظل شوكة
في مقلة الحسود
إنتفاضة المدفع
خل الخطاب لمدفع هدار
واحرق طر و س النثر والشعار
وانهض فأصفاد ا ل سار لساكن
ومسرة التيسير للسيار
42
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لول إ صطر ا ع الرض ما قامت على
يم ا لد جن سوا بح القمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كا لطا رئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملت عقيدة
أما سواك فحاملو أسفار
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على اليراد والصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع البرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
43
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي
قدر بكف مقدر القدار
شتان بين ظلمكم ونهاري
شتان بين الدين والدينار.
قلة أدب
قرأت في القرآن
تبت يدا ا بي لهب
فأ علنت وسائل الذعان
أن السكوت من ذهب
وصودر القرآن
44
لنه حرضني
على الشغب
زمن الحمير
المعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلزما، ونصفه خبير ،
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ،
في زمن الحمير
إلحاح
ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة.
يا ناس قولوا غيرها.
أسألكم عن تهمتي..
45
ليس عن العقوبة
أوصاف ناقصة
نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلف.
نحن بل أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالصواف!
نحن بل أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الظلف!
وهي لقاء ذلها.. تثغو ول تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!
وهي قُبيل ذبحها
46
تفوز بالعلف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على ا لكفا ف!
هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!
افتراء
شعب أمريكا غبي
كف عن هذا الهُراء.
ل تدع للحقد
أن يبلغ حد الفتراء.
قل بهذا الشعب ما شئت
ولكن ل تقل عنه غبيا
أيقولون غبياً
للغباء؟!
الرمضاء والنار
ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي..
47
صُن حيائي..
يا أخي أرجوك.. ل تقطع رجائي..
صُن حيائي..
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!
فلتكن مهما تكن ليس مهما
.. إن شرطياً ورائي!
ديوان المسائل
إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!
**
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا ل نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسئولً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
48
وإذا كان سُمُوّ إلهٍ
فلماذا يسمو للسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عفطة عنز
فلماذا ندعوها دولة؟
**
إن كان الثوري نظيفاً
فلماذا تتسخ الثورة؟
وإذا كان وسيلة بول
فلماذا نحترم العورة؟!
**
إن كان لدى الحكم شعور
فلماذا يخشى الشعار؟
وإذا كان بل إحساس
فلماذا نعنو لِحمار؟!
**
إن كان الليل له صبح
فلماذا تبقى الظلمات؟
وإذا كان يخلّف ليلً
فلماذا يمحو الكلمات؟!
49
**
إن كان الوضع طبيعياً
فلماذا نهوى التطبيع؟
وإذا كان ر هين الفوضى
فلماذا نمشي كقطيع؟!
إن كان الحاكم مخصياً
فلماذا يغضبه قولي؟
وإذا كان شريفاً حرا
فلماذا ل يصبح مثلي؟
**
إن كان لمريكا عِهر
فلماذا تلقى ا لتبر يكا؟
وإذا كان لديها شرف
فلماذا تدعى)أمريكا( ؟!
**
إن كان الشيطان رجيماً
فلماذا نمنحه السلطة؟
وإذا كان ملكاً برا
فلماذا تحرسه الشرطة؟
**
إن كنت بل ذرة عقل
50
فلماذا أسأل عن هذا؟
وإذا كان برأسي عقل
فلماذا)إن كان.. لماذا(؟!
أعياد
قال الراوي:
للناس ثلثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الضحى،
والثالث عيد الميلد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلد سيأتي
ساعة إعدام الجلد.
قيل له : في أي بلد؟
قال الراوي:
من تونس حتى تطوا ن
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد
51
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلد.
البكاء البيض
كنت طفل
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي خدين.
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت ل يبين:
ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الخرين؟!
كيف يبكيه أبي، الن،
ولم يبكِ الضحايا القربين؟!
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلً..
52
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين!
مفترق
يولد الناس جميعاً أبرياء.
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء
في اتجاهين:
فأما أن يكونوا مستقيمين… وأما أن يكونوا رؤساء
منافسة
أُعلن الضراب في دور البغاء.
البغايا قلن:
لم يبق لنا من شرف المهنة
إل أل د عاء!
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء.
أبغايا نحن؟!
كل.. أصبحت مهنتنا أكل هواء.
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء.
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء!
53
كلما جئنا لمبغى
فتح الوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الدباء!
عكاظ
الرض : ثغرى أنهر
لكن قلبي نار.
البحر: أُبدي بسمتي..
وأضمر الخطار.
الريح : سِلمي نسمة
وغضبتي إعصار.
الغيم : لي صواعق
تمشي مع المطار.
الصمت : في بالي أنا.. تزمجر
الفكار.
الصخر: أدنى كرمي أن أمنح الحجار
لشرف الثوار.
النسر: رأيي مخلب ومنطقي منقار
النمر: نابي دعوتي .. وحجتي الظفار.
الكلب : لست خائناً ولست بالغدار.
بل أنا أحمي صاحبي ، وأعقر الشرار.
الجحش : نوبتي أنا بعد الخ المنهار.
العربي : ليس لي شيء سوى العذار والنفي والنكار
والعجز والدبار
والبتهال ، مرغماً ، للواحد القهار
بأن يطيل عمر من يقصّر العمار!
بالشكل إنسان أنا .. لكنني حمار.
الجحش : طارت نوبتي
وفخر قومي طار.
أي افتخار يا ترى .. من بعد هذا العار؟
54
أقسى من العدام
العدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي.
أهناك أقسى من هذا؟
- طبعاً..
فالقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي!
المفترى عليه
قال مِحقان بن بل عّ ا ل.. عصير:
قيل إني لي عقارات ولي مال وفير
إنه وهم كبير
كل ما أملكه خمسون قصراً
أتّقي القيظ بها والزمهرير
أين أمضي
من سياط الحر والبرد؟
أطير؟!
ورصيدي كله
ليس سوى عشرين مليارا
فهل هذا كثير؟!
آه لو يدري الذي يحسدني
55
كيف أحير.
منه مأكولي ومشروبي
وملبوسي و مر كوبي
وبترول الفوانيس .. وأقساط السرير.
وعليه الشاي والقهوة والتبغ
وفاتورة ترقيع الحصير.
ل.. وهذا غير)حفّا ظا ت)
مِحقان الصغير!
ما الذي يبغو نه مني؟
أأستجدي.. لكي يقتنعوا أني فقير؟
**
وأشاعوا أنني أنظر للشعب
كما أنظر للدود الحقير!
فووووو وو!!
إلهي.. أنت جاهي بك منهم أستجير.
قسماً باسمك إني عندما أرنو لشعبي
ل أرى إل الحمير!
**
ويقولون ضميري ميت!
كيف يصير؟!
هل لتاهم خبر عما بنفسي
أم هم ال الخبير؟!
كذبوا.. فال يدري أنني من بدء عمري لم يكن عندي ضمير
56
الممكن
والمستحل
لو سقط الثقب من البرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خمره!
لو مات الضّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !
مكتوب
من طرف الداعي..
إلى حضرة حمّال القُرَح:
لك الحياة والفرح.
نحن بخير، وله الحمد، ول يهمنا شيء سوى فراقكم.
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح.
57
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير.. إنما
تبدو كأنها شبح.
تزوجت عبد العظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس ا نذبح.
ولم يزل شقيقكم
في السجن.. لرتكابه أكثر من عشر جُنح.
وداركم عامرة .. أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك ل ينقصنا
سوى وجودكم هنا.
أخوكم الداعي لكم
( قوس قزح )
ملحوظة: كل الذي سمعته
عن مرضي بالضغط والسكرِ.. صح.
ملحوظة ثانية: دماغ عمك انفتح.
وابنة خالك اختفت. لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك ا نفضح!
ملحوظة أخيرة : لك الحياة والفرح !
أمام السوار
احتمالن أمام الشاعر الحر
إذا واجه أسوار السكوت.
احتمالن:
فأما أن يموت
أو يموت!
58
اللعبة
الغربُ يبكي خيفةً
إذا صَنعتُ لُعبةً
مِن عُلبةِ الثُقابِ .
وَهْوَ الّذي يصنعُ لي
مِن جَسَدي مِشنَقَةً
حِبالُها أعصابي !
والغَربُ يرتاعُ إذا
إ ذعتُ ، يوماً ، أَنّه
مَزّق لي جلبابي .
وهوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبي
وأنْ أُذيعَ فرحتي
ومُنتهى إعجابي ..
إنْ مارسَ اغتصابي !
والغربُ يلتاعُ إذا
عَبدتُ ربّا واحِداً
في هدأ ةِ المِحرابِ .
وَهْوَ الذي يعجِنُ لي
مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ
ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ
ألفاً مِنَ الربابِ
ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا
مَز ا بِلِ اللقابِ
لِكي أكونَ عَبدَهُمْ
وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْوَ .. وَهُمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضرابي .
وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ
رائِحةَ الزهارِ والعشابِ
سيصلبونني على
لئحةِ الرهابِ !
59
رائعة
رائعةٌ كُلّ فعالِ الغربِ والذنابِ
أمّا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّة انتسابي
فكُلّ ما أفعَلُهُ
نوعٌ مِنَ الرهابِ !
هُمْ خَرّبوا لي عالَمي
فليحصدوا ما زَرَعوا
إنْ أثمَرَتْ فوقَ فَمي
وفي كُريّات دمي
عَولَمةُ الخَرابِ
ها أ نا ذ ا أقولُها .
أكتُبُها .. أرسُمُها ..
أَطبعُها على جبينِ الغرْبِ
بالقُبقابِ :
نَعَمْ .. أنا إرهابي !
زلزَلةُ الرضِ لها أسبابُها
إنْ تُدرِكوها تُدرِكوا أسبابي .
لنْ أحمِلَ القلمَ
بلْ مخالِبي !
لَنْ أشحَذَ الفكارَ
بلْ أنيابي !
وَلنْ أعودَ طيّبا
حتّى أرى
شريعةَ ا لغابِ بِكُلّ أهلِها
عائدةً للغا بِ .
60
انا إرهابي
نَعَمْ .. أنا إرهابي .
أنصَحُ كُلّ مُخْبرٍ
ينبحُ، بعدَ اليومِ، في أعقابي
أن يرتدي دَبّابة
لنّني .. سوفَ أدقّ رأسَهُ
إنْ دَقّ ، يوماً، بابي !
تفاؤل
دق بابي كائن يحمل أغلل العبيد بشع..
في فمه عدوى وفي كفه نعيٌ
وبعينيه وعيد.
رأسه ما بين رجليه ورجله دماء
وذراعاه صديد.
قال: عندي لك بشرى.
قلت: خيرا؟!
قال: سجل..
حزنك الماضي سيغدو محض ذكرى.
سوف يستبدل بالقهر الشديد!
إن تكن تسكن بالجر
فلن تدفع بعد اليوم أجرا.
سوف يعطونك بيتا فيه قضبان حديد!
لم يعد محتمل قتلك غدرا.
إنه أمر أكيد!
قوة اليمان فيكم ستزيد.
61
سوف تنجون من النار
فل يدخل في النار شهيد!
ابتهج
حشر مع الخرفان عيد!
قلت ما هذا الكلم؟!
إن أعوام السى ولت، وهذا خير عام
إنه عام السلم.
عفط الكائن في لحيته.. قال: بليد.
قلت: من أنت؟!
وماذا يا ترى مني تريد؟!
قال: ل شيء بتاتاً .. إنني العام الجديد!
الرجل المناسب
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلد يسأل…: رأسه ل يصل الحبل
62
فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلً منه
لني كنت أطول…
وظيفة القلم
عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و المن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
- عندي قلم
- وقع يا كلب على المحضر
قطعان ورعاة
يتهادى في مراعيه القطيع .
خلفه راعٍ ، و في أعقابه كلبٌ مطيع .
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي .
هل أسميه بلدي ؟!
أ بلدي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع ! ألف ل…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع .
63
هاهنا البواب أبواب السماوات
هنا السوار وأعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلً كاد يضيع
و هنا الغنام تثغو دون خوف
و هنا الفاق ميراث الجميع .
أ بلدي هكذا ؟
كلّ… فراعيها مريع . ومراعيها نجيع .
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلب الصيد فيها تعقر الهمس
و تستجوب أحلم الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… ل يستطيع !
مسألة مبدأ
قال لزوجه: اسكتي . و قال لبنه: ا نكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
ل تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن
حرية التعبير !
64
عقوبة إبليس
طمأن إبليس خليلته : ل تنزعجي يا باريس .
إن عذابي غير بئيس .
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار !
هل يبلسني ؟ أنا إبليس !
قالت: د ع عنك التدليس
أعرف أن هراء ك هذا للتنفيس .
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق ، و أعطاك براءة قديسْ
و حبا ك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بل إنذارٍ … أن تقرأ شعر أ د و نيس ؟!
حديث الحمام
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ أسلكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
65
فادخلي فيه و عيشي في سلم .
قالت السراب : لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً ،
لكن أسراب النام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الذعان حتى الموت…
من أجل وسام !
تشخيص
من هناك ؟
ل تخف.. إني ملك.
- اقترب حتى أرى… ل، لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
- أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لن تغدو ملكاً
كي ترى من ل يراك.
عندنا مثلك آلف سواك !
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك.
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملكاً
66
فبحق ال قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!
لن تموت
لن تموت ل… لن تموت أمتي
مهما إ كتوت بالنار و الحديد.
ل… لن تموت أمتي
مهما إ د عى المخدوع والبليد .
ل… لن تموت أمتي
كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟
درس في الملء
كتب الطالب : ) حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ( .
صاح الستاذ به: كلّ … إنك لم تستوعب درسي .
إ رفع حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق ( الكرسي ) .
هتف الطالب : هل تقصدني … أم تقصد عنترة ا لعبسي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
د ع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي .
هل درسك أغلى من رأسي ؟!
67
وسائل النجاة
و قاذفات الغرب فوقي
و حصار الغرب حولي
و كلب الغرب دوني .
ساعدوني ما لذي يمكن أن أفعل
كيل يقتلوني ؟!- أنبذ الرهاب…
ملعونٌ أبو الرهاب..
) أخشى يا أخي أن يسمعوني! (
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلح غير أسناني
و منها جردوني !
- لم تزل تؤمن بالسلم
كل … فالنصارى نصّروني .
ثم لما اكتشفوا سر ختاني … هودوني !
و اليهود إ ختبر وني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني .
أيّ إسلم ؟
أنا "نَصَرا يهُوني "
- ل يزال اسمك " طه "… ل… لقد أصبحت " جو ني " !
- لم تزل عيناك سوداوين …
ل … بالعدسات الزرق أبدلت عيوني …
- ربما سحنتك السمراء كل… صبغوني
- لنقل لحيتك الكثّة … كل …
حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب،
ل… بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون !
- عربيٌ أنت.
No, don't be Silly, they
ترجموني !
- لم يزل فيك دم الجداد !!
ما ذنبي أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفوني ؟
- دمهم فيك هو المطلوب ، ل أنت…
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عنهما…
68
كيف، إذن، أضمن ألّ يذبحوني ؟!
- إ نتحر أو مُتْ
أو استسلم لنياب المنون !
فتوى أبي العينين
يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلم ؟
- هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟
ل…
- و هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟
ل…
- و هل شوهد يوماً يمشي لل مام ؟
ل…
- إذن صلّى صلة الشافعية.
ل…
- إذن أنكر أنّ الرض ليست كرويّة.
ل…
- أل يبدو مصاباً بالزكام ؟
ل…
- لنفرض أنه نام
و في النوم رأى حلماً
و في الحلم أراد ا ل بتسام.
لم ينم منذ اعتقلناه…
- إذن… متهمٌ دون إ تها م !
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلم.
اقطعوا لي رأسه
69
لكنه قام يصلي…
- هل سنلغي ا لشرع
من أجل صلة ابن الحرام ؟!
كل شيء و له شيء
تمام.
صدرت فتوى المام:
) يقطع الرأس
و تبقى جثة الوغد تصلي
آه… يا للي.
و السلم ( !
حبسة حرة
إ ختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسه في الصوت ل أكثر…
أدعوك لن تدعو عليها بالبقاء !
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم ) القضاء )
حبسه الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء.
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء.
باختصار…
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !
أربعة أو خمسة
70
أربعة أو خمسة
يأتون في دبابة
فيملكون وحدهم
حرية الكتابة
والحق في الرقابة
والمنع والجابة
والمن والمهابة
والمال والمال
والتصويب والصابة
وكل من دب
ولم يلق لهم أسلبه
تسحقه الدبابة
منفيون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذل لوالينا ؟
وهل موت سيحيينا ؟
، قطيع نحن والجزار راعينا
، ومنفيون نمشي في أراضينا
، ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا
، ونعرب عن تعازينا لنا فينا
، فوالينا ، أدام ال والينا
، رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا
71
، ل أبقى لنا دينا و
، ولة المر : ما خنتم ، ول هنتم
، ول أبديتم ا للينا
، جزاكم ربنا خيرا ، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا
، وحققتم أمانينا
، وهذي القدس تشكركم
، ففي تنديدكم حينا
، وفي تهديدكم حينا
، سحبتم أنف أمريكا
، فلم تنقل سفارتها
، ولو نقلت معاذ ال لو نقلت لضيعنا فلسطينا
، ولة المر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا
تهانينا
حصافة
حين رآني
مهموماً، مُنكسِر الهمّةْ
قال حذائي
هل مازلتَ تؤمّل حقّا
أن توقِظَ ميتاً بالنأْمهْ ؟
أو أن تُشعِلَ ماءَ البَحرِ
72
بضوءِ النّجْمةْ ؟
ل جَدوى ...
خُذْ منّي الحِكْمَةْ
فأنا، مُنذُ وجِدتُ، حِذاءٌ
ثُمّ دعاني البعضُ مَداساً
ثُمّ تقطّعْتُ بل رحمّهْ ...
فإذا باسمي :
جوتي، سباط، جزمهْ
نَعْلٌ، كندرة، مرْكوبٌ
خفّ، يمَنيّ، حاط
بوتينٌ، بابوجٌ، صُرْمَةْ .
وإلى آخرِ هذي الزّحمةْ
أيّ حِوارٍ ؟
أيّ خُوارٍ ؟
أيّ حضيضٍ ؟
أيّة قِمّةْ ؟
إنْ كنتُ أنا التّافهُ وحْدي
أدخلتُ الُمّة في أزْمَةْ
وعليّ تفرّقت الكِلْمَةْ
73
فعلى أيّ قضايا كُبرى
يُمكِنُ أن تتّفق الَمّة ؟
أعَِدْ قَدَمي ..
لِكَيْ أمشي إلَيكَ مُعَزّيا فينا
فَحالي صارَ مِن حالِكْ .
أعِدْ كَفّي ..
لكي أُلقي أزا هير ي
على أزهارِ آمالِكْ .
أعِدْ قَلبي ..
لقطِفَ وَردَ جَذوَتِهِ
وَأُوقِدَ شَمعَةً في صُبحِكَ الحالِكْ !
أَعِدْ شَفَتي ..
لَعَلّ الهَولَ يُسعِفُني
بأن أُعطيكَ تصويراً لهوالِكْ .
أَعِدْ عَيْني ..
لِكَي ابكي على أرواحِ أطفالِكْ .
أتَعْجَبُ أنّني أبكي ؟!
نَعَمْ .. أبكي
لنّي لَم أكُن يَوماً
غَليظَ القلبِ فَظّا مِثلَ أمثالِكْ !
***
لَئِن نَزَلَتْ عَلَيْكَ اليومَ صاعِقَةٌ
فَقد عاشتْ جَميعُ الرضِ أعواماً
وَمازالتْ
وَقد تَبقى
على أ شفا رِ زِلزالِكْ !
74
وَكفّكَ أضْرَمَتْ في قَلبِها ناراً
وَلم تَشْعُرْ بِها إلّ
وَقَد نَشِبَتْ بأذيالِكْ !
وَلم تَفعَلْ
سِوى أن تَقلِبَ الدّنيا على عَقِبٍ
وَتُعْقِبَها بتعديلٍ على رَدّا ت ا فعالِكْ !
وَقَد آ لَيْتَ أن تَرمي
بِنَظرةِ رَيْبِكَ الدّنيا
ولم تَنظُرْ، ولو عَرَضَاً، إلى آلِكْ !
أَتَعرِفُ رَقْمَ سِروالٍ
على آلفِ أميالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَماً في طيّ سِروالِكْ ؟!
أرى عَيْنَيكَ في حَوَلٍ ..
فَذلِكَ لو رمى هذا
تَرى هذا وتَعْجَبُ لستغاثَتهِ
ولكنْ ل ترى ما قد جَنى ذلِكْ !
ا ر ى كَفّيْكَ في جَدَلٍ ..
فواحِدَةٌ تَزُفّ الشّمسَ غائِبَةً
إلى العمى !
وواحِدَةٌ تُغَطّي الشّمسَ طالِعةً بِغِربالِكْ !
وَما في المرِ أُحجِيَةٌ
وَلكِنّ العَجائِبَ كُلّها مِن صُنْعِ مِكيالِكْ !
***
بِفَضْلِكَ أسفَرَ الرهابُ
نَسّاجا بِمِنوالِكْ
و معتاشا بأموالِكْ
وَمَحْمِيّا بأبطالِكْ .
فَهل عَجَبٌ
إذا وافاكَ هذا اليومَ مُمْتَنّا
لِيُرجِعَ بَعضَ أفضالِكْ ؟!
وَكَفّكَ أبدَعَتْ تِمثال) ميد و ز ا)
وتَدري جَيّداً أنّ الّذي يَرنو لَهُ هالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَد حَدّقتَ في أحداقِ تِمثالِكْ ؟!
خَرابُ الوضعِ مُختَصَرٌ
بِمَيْلِ ذِراعِ مِكيالِكْ .
فَعَدّلْ وَضْعَ مِكيالِكْ .
75
ول تُسرِفْ
و إلّ سَوفَ تأتي كُلّ بَلبَلَةٍ
بِما لَم يأتِ في بالِكْ !
***
إذا دانَتْ لَكَ الفاقُ
أو ذَلّتْ لَكَ العناقُ
فاذكُرْ أيّها العِملقُ
أنّ الرضَ لَيْستْ دِرْهَماً في جَيْبِ بِنطا لِكْ .
وَلَو ذَلّلتَ ظَهْرَ الفِيلِ تَذليلً
فأن بعوضةً تكفي ... لذللك
لفتة الكبش
الكبش تظلّم للراعي
ما دمت تفكر
في بيعي
فلماذا ترفض
إشباعي؟
قال له الراعي:
ما الداعي؟
كل رعاة بلدي مثلي
وأنا ل أشكو و أ داعي.
إ حسب نفسك
ضمن قطيعٌ عربي
وأنا القطاعي!
76
من أين أنت
سيدي؟
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بل تردد:
أنا من الدغال
حدق بي منذ هل
وصاح بانفعال:
حقا من الدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟!
عائدون
هرم الناس وكانوا يرضعون،
عندما قال المغني عائدون،
يا فلسطين وما زال المغني يتغنى،
ومليين ا للحو ن،
في فضاء الجرح تفنى،
واليتامى من يتامى يولدون،
77
يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون،
ساءهم ما يشهدون،
فمضوا يستنكرون،
ويخوضون ا لنضا لت على هز القنا ني
وعلى هز البطون،
عائدون،
ولقد عاد السى للمرة اللف،
فل عدنا ولهم يحزنون!
إهانة
رأتِ الدول الكبرى تبديل الدوارْ
فأقرّت إعفاء الوالي
واقترحت تعيينَ حِمارْ!
ولدى توقيع القرار نهقتْ كلّ حمير الدنيا باستنكارْ:
نحن حميرَ الدنيا ل نرفضُ أن نُتعَبْ
أ و أ ن نُركَبْ أو أن نُضربْ أو حتى أن نُصلبْ
لكن نرفضُ في إصرارْ أن نغدو خدماً للستعمارْ.
إن حُمو ر يتنا تأبى أن يلحقنا هذا العارْ!
78
أوصاف ناقصة
قال: ما الشيءُ الذي يمشي كما تَهوي القَدَمْ؟
قلتُ : شعبي قال: كلّ .. هُوَ جِلدٌ ما به لحمٌ ودَمْ
قلتُ : شعبي قال : كلً ..
هو ما تركبُهُ الممْ .. قلت : شعبي
قال : فكّر جيّدا.. فيه فمٌ من غير فم
ولسانٌ موثقٌ ل يشتكي رغم اللمْ قلت : شعبي
قال : ما هذا الغباء؟!
إنني أعني الحِذاءْ!
قلت : ما الفرقُ؟ هما في كلّ ما قلت سواءْ!
لم تقلْ لي إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ لم يتعرّض للتّهمْ
لم تقل لي هُو ضاق برِجْلٍ وَرّمَ الرّجْلَ ولم يشكُ الورَمْ
لم تقل لي هو شيءٌ لم يقلْ يوماً نعم
حالت
بالتّمادي
يُصبِحُ اللّصّ بأوربّا
مُديراً للنوادي .
وبأمريكا
زعيماً للعصاباتِ وأوكارِ الفسادِ .
و بإ و طا ني التي
مِنْ شرعها قَطْعُ اليادي
يُصبِحُ اللّصّ
.. رئيساً للبلدِ !
79
إعتذار
صِحتُ مِن قسوةِ حالي :
فوقَ نَعلي
كُلّ أصحابِ المعالي !
قيلَ لي : عَيبٌ
فكرّرت مقالي .
قيلَ لي : عيبٌ
وكرّرت مقالي .
ثُمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهت إلى سوءِ عباراتي
وخفّفت انفعالي .
ثُمّ قدّمت اعتِذاراً
.. لِنِعالي !
صندوق العجائب
في صِغَري
فَتَحْتُ صُندوقَ اللّعَبْ .
أخْرَجتُ كُرسيّا موشّى بالذّهبْ
قامَتْ عليهِ دُميَةٌ مِنَ الخَشَبْ
في يدِها سيفُ قَصَبْ
خَفَضتُ رأسَ دُميَتي
رَفعْتُ رأسَ دُميتي
خَلَعتُها .
نَصَبتُها .
خَلعتُها .. نَصبتُها
حتّى شَعَرتُ بالتّعبْ
فما اشتَكَتْ من اختِلفِ رغبتي
ول أحسّتْ بالغَضبْ !
وَمثلُها الكُرسيّ تحتَ راحَتي
مُزَوّق بالمجدِ .. وهوَ مُستَلَبْ .
فإنْ نَصَبتهُ انتصبْ
80
وإنْ قَلبتُهُ انقَلَبْ !
أمتَعني المشهدُ،
لكنّ أبي
حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ
وخَبّأ اللعبةَ في صُندوقِها
وشَدّ أُذْني .. وانسحَبْ !
**
وَعِشتُ عُمري غارِقاً في دهشتي .
وعندما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ
أدركتُ أنّ لُعبتي
قدْ جسّدتْ
كُلّ سلطينِ العرَبْ !
التكفير والثورة
كفرتُ بالقلمِ والدفاتِرْ .
كفرتُ بالفُصحى التي
تحبلُ وهيَ عاقِرْ .
كَفَرتُ بالشّعرِ الذي
ل يُوقِفُ الظّلمَ ول يُحرّكُ الضمائرْ .
لَعَنتُ كُلّ كِلْمَةٍ
لمْ تنطَلِقْ من بعدها مسيرهْ
ولمْ يخُطّ الشعبُ في آثارِها مَصيرهْ .
لعنتُ كُلّ شاعِرْ
ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّة الوثيرةْ
وَشعبُهُ ينامُ في المَقابِرْ .
لعنتُ كلّ شاعِرْ
يستلهِمُ الدّمعة خمراً
والسى صَبابَةً
والموتَ قُشْعَريرةْ .
لعنتُ كلّ شاعِرْ
يُغازِلُ الشّفاه والثداءَ والضفائِرْ
في زمَنِ الكلبِ والمخافِرْ
ول يرى فوهَةَ بُندُقيّة
81
حينَ يرى الشّفاهَ مُستَجِيرةْ !
ول يرى رُمّانة ناسِفةً
حينَ يرى الثداءَ مُستديرَةْ !
ول يرى مِشنَقَةً
حينَ يرى الضّفيرةْ !
**
في زمَنِ التينَ للحُكمِ
على دبّابة أجيرهْ
أو ناقَةِ العشيرةْ
لعنتُ كلّ شاعِرٍ
ل يقتنى قنبلةً
كي يكتُبَ القصيدَةَ الخيرةْ !
مأساة أعواد
الثقاب
أوطاني عُلبةُ كبريتٍ
والعُلبَةُ مُحكَمَةُ الغلْقْ
وأنا في داخِلها
عُودٌ محكومٌ بالخَنْقْ .
فإذا ما فتَحتْها اليدي
فلِكي تُحرِقَ جِلدي
فالعُلبَةُ ل تُفتحُ دَوماً
إلّ للغربِ أو الشّرقْ
إمّا للحَرقِ، أو الحَرقْ
**
يا فاتِحَ عُلبتِنا التي
حاوِلْ أنْ تأتي بالفَرقْ
الفتحُ الرّاهنُ ل يُجدي
الفتحُ الرّاهنُ مرسومٌ ضِدّي
ما دامَ لِحَرقٍ أو حَرقْ .
82
إسحَقْ عُلبَتنا، و ا نثُرنا
ل تأبَهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّا
عندَ السّحقْ .
يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُرّا
في أرضٍ بالِغةِ الرِفقْ .
السوارُ عليها عُشْبٌ
.. والبوابُ هَواءٌ طَلقْ!
الغربة
أحرقي في غُربتي سفني
ا لَ نّني
أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذّلّ والمِحَنِ
وتناهبَتْ قلبي الشجونُ
فذُبتُ من شجَني
ا ل نني
أبحَرتُ رغمَ الرّيح
أبحثُ في ديارِ السّحر عن زَمَني
وأردّ نارَ القهْرِ عَنْ زهري
وعَنْ فَنَني
عطّلت أحلمي
وأحرقتِ اللقاءَ بموقِدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَعَ ا لفلَوَا ت
مَحمولً على كَفَني
مستوحِشاً في حومَةِ الملقِ والشّجنِ
ما ساءني لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْدَ الحياةِ
بعلْقمِ التّسليم للوثنِ
83
**
ومِنَ البليّة أنْ أجودَ بما أُحِسّ
فل يُحَسّ بما أجودْ
وتظلّ تنثا لُ الحُدودُ على مُنايَ
بِل حدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَعُ عن يَديّ
على يديكِ يَدَ القيودْ
أوسعْتُ صلصَلةَ القيودْ !
ولقَدْ خَطِبتُ يدَ الفراقِ
بِمَهْرِ صَبْري، كي أعودْ
ثَمِلً بنشوةِ صُبحيَ التي
فأرخيتِ العِنّة : لنْ تعودْ
فَطَفا على صدري النّشيج
وذابَ في شَفَتي النّشيدْ !
**
أطلقتُ أشرِعَةَ الدّموع
على بحارِ السّرّ والعَلَنِ :
أنا لن أعودَ
فأحرقي في غُربتي سُفُني
وارمي القلوعَ
وسمّري فوقَ اللّقاء عقاربَ الزّمنِ
وخُذي فؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّة الثّمنِ !
لكنّ لي وَطَناً
تعفّر وجهُهُ بدمِ الرفاقِ
فضاعَ في الدّنيا
وضيّعني
وفؤادَ أُمّ مُثقلً بالهمّ والحُزُنِ
كانتْ توَدّعُني
وكانَ الدّمعُ يخذلُها
فيخذلُني .
ويشدّني
ويشدّني
ويشدّني
لكنّ موتي في البقاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَدي كَفَني
**
84
أَنَا يا حبيبةُ
ريشةٌ في عاصِفِ المِحَنِ
أهفو إلى وَطَني
وتردّني عيناكِ .. يا وَطني
فأحارُ بينكُما
أَأرحَلُ مِنْ حِمى عَدَنٍ إلى عَدَنِ ؟
كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
غداةَ تحملُني
ريحُ البكورِ إلى هُناكَ
فأرتَدي بَدَني
أنْ تُصبِحي وطَناً لقلبي
داخِلَ الوَطَنِ !
نهاية المشروع
أحضِرْ سلّهْ
ضَعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "
ضَعُ صُحُفاً مُنحلّهْ .
ضعْ مذياعاً
ضَعْ بوقَاً، ضَعْ طبلَهْ .
ضعْ شمعاً أحمَرَ،
ضعْ حبلً،
ضَع سكّينا ،
ضَعْ قُفْلً .. وتذكّرْ قَفْلَهْ .
ضَعْ كلباً يَعقِرْ بالجُملَةْ
يسبِقُ ظِلّهْ
يلمَحُ حتّى ا لل أشياءَ
ويسمعُ ضِحْكَ النّملةْ !
واخلِطْ هذا كُلّهْ
وتأكّدْ منْ غَلقِ السّلةْ .
ثُمّ اسحبْ كُرسيّاً واقعُدْ
فلقَدْ صارتْ عِندَكَ
.. دولَهْ !
85
هويّة
في مطارٍ أجنبيْ
حَدّق الشّرطيّ بيْ
- قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقي -
ولمّا لم يجِدْ عِندي لساناً أو شَفَهْ
زمّ عينَيهِ وأبدى أسَفَهْ
قائلً : أهلً وسهلً
.. يا صديقي العَرَبي !
حوار على باب
المنفى
لماذا الشّعْرُ يا مَطَرُ ؟
أتسألُني
لِماذا يبزغُ القَمَرُ ؟
86
لماذا يهطِلُ المَطَرُ ؟
لِماذا العِطْرُ ينتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَدَرُ ؟!
أنَا نَبْتُ الطّبيعة
طائرٌ حُرّ،
نسيمٌ بارِدٌ ،حَرَرُ
محَارٌ .. دَمعُهُ دُرَرُ !
أنا الشَجَرُ
تمُدّ الجَذْرَ من جوعٍ
وفوقَ جبينِها الثّمرُ !
أنا الزهارُ
في وجناتِها عِطْرٌ
وفي أجسادِها إِبَرُ !
أنا الرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهراً
ستَزْدَهِرُ .
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّرر .
فليتَ ( ا لل تّ ) يعتَبِرُ
ويكسِرُ قيدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفوَ إحساسي
ويعتَذِرُ !
* لقد جاوزتَ حَدّ القولِ يا مَطَرُ
أل تدري بأنّك شاعِرٌ بَطِرُ
تصوغُ الحرفَ سكّينا
وبالسّكين تنتَحِرُ ؟!
أجَلْ أدري
بأنّي في حِسابِ الخانعينَ، اليومَ،
مُنتَحِرُ
ولكِنْ .. أيّهُم حيّ
وهُمْ في دوُرِهِمْ قُبِروا ؟
فل كفّ لهم تبدو
ول قَدَمٌ لهمْ تعدو
ول صَوتٌ، ول سَمعٌ، ول بَصَرُ .
خِرافٌ ربّهمْ عَلَفٌ
يُقالُ بأنّهمْ بَشَرُ !
شبابُكَ ضائعٌ هَدَراً
87
وجُهدُكَ كُلّه هَدَرُ .
بِرملِ الشّعْرِ تبني قلْعَةً
والمدّ مُنحسِرُ
فإنْ وافَتْ خيولُ الموجِ
ل تُبقي ول تَذَرُ !
هُراءٌ ..
ذاكَ أنّ الحرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِرُ
وعِندَ الموتِ ينتَصِرُ
وبعدَ الموتِ ينتَصِرُ
وانّ السّيف مهما طالَ ينكَسِرُ
وَيصْدأُ .. ثمّ يندَثِرُ
ولول الحرفُ ل يبقى لهُ ذِكْرٌ
لدى الدّنيا ول خَبَرُ !
وماذا مِن وراءِ الصّدق تنتَظِرُ ؟
سيأكُلُ عُمْرَكَ المنفى
وتَلقى القَهْرَ والعَسْفا
وترقُبُ ساعةَ الميلدِ يوميّا
وفي الميلدِ تُحتضَرُ !
وما الضّررُ ؟
فكُلّ النّاس محكومونَ بالعدامِ
إنْ سكَتوا، وإنْ جَهَروا
وإنْ صَبَروا، وإن ثأَروا
وإن شَكروا، وإن كَفَروا
ولكنّي بِصدْقي
أنتقي موتاً نقيّا
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّت أيضَاً
ولكِنْ موتُهُ قَذِرُ !
وماذا بعْدُ يا مَطَرُ ؟
إذا أودى بيَ الضّجرُ
ولمْ أسمَعْ صدى صوتي
ولمْ ألمَح صدى دمعي
بِرَعْدٍ أو بطوفانِ


المواضيع المتشابهه: