عرض مشاركة واحدة
  1  
فريق منتدى الزين


ابيات شعر لنزار قبانى ومجموعه من الشعراء العرب



سنجد الخطاب موجَّهاً من الابن للأب برمزية وطنية جذَّابةالأب حاضرٌ بقوة في القصيدة الوطنية بصفته الشخصية أو برمزيته ومجازه، خاصَّة عندما يقطع الشَّاعر وعداً على نفسه بالصمود أو الحفاظ على وطنه أو استعادة السليب منه، فلا يجد أقرب وأحقَّ من الأب ليقطع له هذا الوعد.


يخاطب الشَّاعر الفلسطيني سميح القاسم والده فيقول:




يَا أبتاه...
ما زَالتْ في وَجهكَ عَينان، في أرضِكَ مَا زَالت قَدمان
فاضربْ عَبَرَ اللَّيلِ بِأشأمِ كَارثةٍ في تَاريخِ الإنسان
عَبرَ الليل... لنَخلِق فَجرَ حياة
يا أبتاه...
إن تسْمِـل عَينيكَ زَبانيةُ الأحزان؛ فأنا مِلءُ يَديك
مِسرَجَةٌ تَشربُ مِن زَيت الإيمان
وغداً يا أبتاهُ أُعيدُ إليك... قَسَماً يا أبتاهُ أُعيد إليك
ما سلبتك خطايا القرصان
قسماً يا أبتاه.... باسم الله وباسم الإنسان
كذلك يعاهد الشَّاعر الفلسطيني عزّ الدين المناصرة والده على الصمود؛ فيقول:
سلاماً، آهِ يا أبتاهُ
إنْ تعبوا...فلن أتعبْ
وإنْ ذهبوا إلى أعدائهمْ خوفاً.... فلن أذهبْ
بكيتُ على مشارِفها البَعيدة حينَ نَامَ النَّاسْ
وأبكيتُ البيوتَ البيضَ مِن حَولي
فضجَّ قرنفلُ الحيطانْ، تسامَق نَحوَ روحِ الرُّوح، سارَت زفَّةُ النِّسوانْ
هديراً من نعاسِ الرَّملِ خَلفي، يجرحُ الرُّكبان
يغنِّينَ القتيلَ الصَّعب، موَّالاً جَريح الرَّاس
وِسرتُ مهشَّمَ القَدمين فوقَ الشَّوكِ، مأسوراً مِن الحرَّاس
كم انتثرتْ مودَّتُنا، ووزَّعنا قلوباً في رَسائلِنا على الأيَّامْ
سياجاً للمدى تبقين، رَغم تحاسُدِ الجُلاَّسْ.
(...)
مَشينا في دُروبِ الشَّوكِ والزَّقومِ، في الصَّحراء، في الزَّرقاء، في المركبْ
وهذي دربنا الأولى:
تُعيد الحُرَّ مغلولا... تصدُّ، ولا تردُّ الغائبَ المتعبْ
وهذي دربنا الأخرى: نعيش بها عبيداً نرتضي بالجَوْرْ.
تقول لنا بأن نحيا بلا شفةٍ... ندور كما يدور الثورْ.
وهذا دربنا الثالث: يقود إلى جزيرتنا البعيدة، حيث تسكنها
الشياطين الشتائية
لتسرق خاتمي في اللَّيلِ جِنيَّة
لأصرخَ يا علاء الدين: أين السرُّ؟؟؟، ضاع السرُّ
كيف أفكُّ هذا الطَلْسَمَ المأسورْ.
ولا شبَّيك لا لبَّيك، فاسمع صَرخة المقهور.
فقد أوشكتُ يا أبتَاهُ أنْ أغضَبْ
ﺇﻟﻰ الحدِّ الذي لا يرهَبُ السكّينْ
قبائلنا على الحيطان تنشدُ خطبةَ التسليمْ
سلاماً آهِ يا أبتاه.... إن تعبوا؛ فلن أتعبْ.
أمَّا الشَّاعر نزار قباني فيحاكي خطاباً بين جندي على جبهة السويس عام 1956 وأبيه، وهو حوار مليء بالرموز مؤلف من أربع رسائل نذكر أول رسالتين؛ يقول الجندي لوالده:
يَا وَالدي... هذي الحروفُ الثائرةْ
تأتي إليكَ من السويسْ... تأتي إليكَ من السويسِ الصَّابرةْ
إني أراها يا أبي مِن خَندَقي... سفنُ اللُّصوصْ مَحشودة عندَ المضيقْ
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلَّقونَ جدارنا، ويهدِّدون بَقاءنا، فبلادُ آبائي حريقْ
إني أراهم يا أبي، زرقَ العيونْ، سودَ الضمائرِ يا أبي، زُرقَ العيونْ
قرصانهم عينٌ من البلورِ جامدةُ الجفونْ
والجندُ في سطحِ السفينةِ يشتمونَ، ويسكرونْ
فرغتْ براميلُ النبيذِ ولا يزالُ السَّاقطونْ يتوعّدونْ
رسالة الجندي الثانية 30/10/1956 من بور سعيد:
هذي الرسالةُ يا أبي، من بورسعيدْ... أمرٌ جديدْ
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركةْ
هَبطَ المظليِّونَ خَلفَ خُطوطِنا... أمرٌ جديدْ.
هَبَطوا كأرتالِ الجرادِ، كسربِ غُربانٍ مُبيدْ
النِّصفُ بعدَ الواحدةْ... وعليَّ أن أُنهي الرِّسالةْ
أنا ذاهبٌ لمهمّتي لأرُدَّ قُطَّاعَ الطريقِ وسارقي حُرَّيتي
لكَ... للجميعِ تحيّتي.
الشَّاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي وخوفه على رفاة والده من الحرب!
عِندما تسمعُ دويَّ الموتِ يا أبي..
وتشاهد الفناءَ الأحمرَ يدنو مِنك
أغلق نافذةَ قبرِكَ جيداً، أغلِق الهواءَ عَليك
لا نريد للدخانِ أن يلوِّنَ بالسَّوادِ رئتيك
اللَّتينَ تنفسنَا عبرَهُما شَذَى العَالَم!
عندما تدقُّ القنابِلُ بَابَكَ يا أبي
أدر لها ظَهرَ مَوتِكـ وعليكَ بعظامِكَ يا أبي...
لملِمهما قبلَ وقوعِ الانفجار؛ نخافُ عليك
على يَدكَ الكريمةِ مِنَ التَّبعثُر عِند هبوبِ الغَاراتِ الجويَّة
عظامُكَ العظيمةُ مهمةٌ لنا يا أبي!
إنَّها كلُّ ما تبقَى لنَا مِن نَخيل العِراق
وخصوبة هوائه، وآثارِه التي سَرقها لصوصُ حمورابي
عليكَ بعظامكَ العظيمة يا أبي..
إنها مهمةٌ مِثلَ خَتمِ سَرجون الأكادي
الَّذي باعوهُ بثمنٍ بَخس في سوقِ الهَرج
عِظامُك مُهمةٌ يا أبي
ألم تختبئ تحت ظلِّه عشرات العمائم
والرَّطانات، واللَّهجات، والأضرحة؟
أما لحومُنا الطَّازجة؛ فلا تَخشَ عَليها مِن الانفجارات
ستَطلعُ لنا لحومٌ أخرى... ما دمنا على قيد العراق
وأصابع أخرى، وديكتاتوريات أخرى فسيحة
عليكَ بعظامك... لا تخشَ عَلينا
فالنِّظامُ الَّذي زرعَ عَلى جبهةِ الهواءِ أخي -الذي يرقد جوارك- ولَّى
وصِرنا نبحثُ في ضجَّةِ الفَوضى عن نظام...
ويكمل الشَّاعر عبد الرزاق الربيعي تحذيراته لأبيه الرَّاقد تحت الحرب والموت:
ها هُم المظلمون يزحفون
فإذا ما ظفروا بكَ... لا تَقل لهم أنَّكَ شيوعي سَابق؛ فكلا الطَّرفين يَكرهُ الشُّيوعية!
لا تَقلْ لَهُم أنَّكَ تُحبُّ العِراقَ... لا تَقل لَهم أنَّكَ أبي
لا تُدافِع عَن ثرى أخي وجدتي... إنهما نائمان بأمان
وإذا ما اقتربوا من رأس الإمام علي
فلا تجاهد يا أبي
إنَّهم لا يُريدونَ رأسهُ... إنَّهم يريدون رأسَ العِراق!.
فيما يستعمل الشَّاعر السعودي حمد العصيمي رمزاً دينياً ألا وهو قصَّة النبي يوسف وعلاقته بأبيه، يقول العصيمي:
أبتاهُ إن جاؤوكَ يَوماً يَهرَعون
وتَظاهروا بالحُزنِ وافتعلوا البكاءَ، ومارسوا كذبَ العُيون
وأتوكَ بالدَّمِ الملطَّخِ في قميصي، لا تُصدق أنَّهم لا يَكذبون
الذِّئبُ يا أبتي بريءٌ من دمي وهمُ الذِّئابُ الجائعون
وهمُ اللُّصوصُ السَّارقون
أنا يا أبي عامانِ مُلقى في غياباتِ العُروبةِ... لَستُ أدري من أكون!
أنا طائرُ الفينيقِ أم شجرُ الصَّنوبر، أم ظلالُ الزيزفون؟!
أم فرعُ دَاليةٍ تسلَّقَ حائطَ المبكى وعادَ بلا غُصون
بعضي هنا متبعثرٌ بين الحروفِ وكلُّ كلِّي في جدائلِ عيترون!!
عيناكَ لا تبيضُ يا أبتاهُ من حزنٍ... ولا هم يحزنون!!
إنْ صوَّروني برجوازياً وفاشياً ورجعياً؛ فقُل هم كَاذبون
واقصُص لهم رؤيايّ عن شمسِ السَّماءِ، عَن القَمرِ المنيرِ، عن الكواكبِ
كيفَ أني في المنامِ رأيتهم لي يسجدون...


المواضيع المتشابهه:

__________________
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ